أهلاً بكم

تنويه أهلاً ومرحباً بكم وشكراً لزيارتكم وأتمنى أن تنال الموضوعات المطروحة إهتمامكم والحصول على تقييماتكم لأي موضوع من خلال الجزء المخصص لذلك بهدف التجويد والتطوير أو من خلال مربع التعليقات أدناه..عزيزي زائر المدونة..إشتراكك في المدونة يضمن لك الحصول على الجديد من الموضعات أولاً بأول..للتواصل يسعدني الرد على إستفساراتكم على البريد الإلكتروني m.salahaldeen@gmail.com على تويتر @msalahaldin على فيس بوك.. Mohamed Salah Eldin

Wednesday, August 13, 2014

قصه رائعه .. ما تقطعه من أرض فهي لك!!

قصه رائعه .. ما تقطعه من أرض فهي لك!!


جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له: امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك..

 فرح الرجل و شرع يزرع الأرض مسرعا و مهرولا في جنون.. سار مسافة طويلة فتعب و فكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها.. و لكنه غير رأيه و قرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد..

 سار مسافات أطول و أطول و فكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه.. لكنه تردد مرة أخري و قرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد و المزيد.. ظل الرجل يسير و يسير ولم يعد أبدا..

فقد ضل طريقه و ضاع في الحياة، و يقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد.. لم يمتلك شيئا و لم يشعر بالاكتفاء و السعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية (القناعة). . .

عن ابن عباس قال جاء رجل إلى عمر يسأله فجعل ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه أخرى لما يرى به من البؤس.. فقال له عمر : كم مالك؟
قال أربعون من الإبل.

فقال ابن عباس فقلت صدق الله ورسوله .. ( لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما الثالث ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب )

فقال لي عمر ما تقول قال قلت هكذا أقرأنيها أبي بن كعب.

قال فقم بنا إليه قال فأتاه فقال ما يقول هذا؟!!

قال أبي هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم .) أخرجه أحمد في مسنده و ابن حبان في صحيحه وغيرهما بالإسناد الصحيح الثابت.

هكذا قال هنا،وأخرج الشيخان عنه أنه قال سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لاَبْتَغَى ثَالِثًا ، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ » .

ومن الأمثلة السائدة في بلاد المغرب العربي الطمع طاعون وفي مصر الطمع قل ما جمع..

وقد ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال : أفلح من حفظ من الطمع والغضب والهوى نفسه.

اللهم إنا نعوذ بك من الطمع والغضب والهوى واجعل هوانا تبعاً لما أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم.

Monday, December 19, 2011

قيمة الصداقة والأصدقاء

ما هو رأيي في المتفقين والمختلفين معي من الأصدقاء؟

بداية أنا أتشرف وأسعد بجميع الأصدقاء الكرام سواء من أتفق أو أختلف معي ، لأنه ببساطة لست ممن يطالبون من أصدقائهم أن يكونوا نسخة منهم ، بل أقبل الصديق والصداقة كما هي بلا قيد أو شرط .
فأفضل ما في الصداقة أن يكون الصديق مرآة لصديقة ومكملاً له وبهذه الرؤية أنظر لجميع الأصدقاء.

فمن يتفق معي منهم يشعرني بأني ربما أكون على الصواب فيعزز ذلك توافقنا الفكري وربما الروحي
، ومن يخالفني الرأي يكون مكملاً لعقلي بتقديمه منظاراً جديداً لرؤية قد تكون ملهمة في بعض الأحيان فأتعرف على خبايات الآراء ومفاتيح الأفكار أو ربما يصوب لي صديقي فكرة أو يصحح لي رأياً أو يدفع في فكري أو نفسي عيباً ، فتتفجر في أعماقي المعاني التي تدفعني للتعبير والتدوين، بهذا يكون المتفق والمختلف معي نبراساً أعتز برأيه وبصداقته في كل الأوقات والأحوال.

وبهذه النظرة تبرز قيمة الصداقة والأصدقاء ، ولهذا وجب الشكر لكل من قبل صداقتي في جميع الأنحاء.

Tuesday, December 13, 2011

تحذير ...الحساب تم الاستيلاء عليه

تحذير ... في هذه الحالة يكون قد تم الاستيلاء على الحساب

 
إلى جميع أصدقائي الأعزاء في كل مكان من وطننا العربي الجميل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


أتمنى أن تكونوا بكل خير ونعمه وفضل وتميز وتوهج دائم إن شاء الله وبعد ،،،
فاعلموا أنني لم أدخل إلى هذا المكان الالكتروني إلا لنشر الفائدة والوعي العام في مختلف القضايا في مختلف المجالات فإذا وصلكم مني شيء يسيئ لكم مني فهذا لا يمكن أن يكون عن قصد وإنما عن تغييب إرادة فإذا وصلكم مني أي شيء من هذا القبيل فأعلموا أنه قد تم اختراق حسابي على الفيس بوك وأن ما وصلك لا يعبر عن قيمة احترامي وتقديري لصداقتكم أبداً وإنما يعبر عن المفسدين الذين يريدون أن ينشروا الفساد في الأرض وأعظمها إفساد العلاقات والمجتمعات.

 فقد علمت بنشر صور ومقاطع فيديو إباحية ترسل من خلال صاحب الحساب لأصدقائه دون أن يعلم عبر المفسد الاليكتروني الذي استولى على الحساب فإذا وصلكم شيء من هذا القبيل برجاء إعلامي حتى أقوم بالتواصل مع إدارة فيسبوك وإعلامها باختراق الحساب لعمل اللازم من جانبها.

 فضلاً لا أمراً .. أكتب هذا التحذير في صفحتك الشخصية وحاول أن تنشره " بين أصدقائك حفاظاً عليهم.

رجاءً " الانتباه " فإذا وصل لك شيء من هذا القبيل, فأعلم أنه ليس مني ولا يخصني إنسخ هذا المنشور وضعه في الحائط الخاص بك وقم بنشره, حفاظاً على صورتك وتقديراً لأصدقائك و حسبنا الله ونعمة الوكيل.
.
عني / محمد صلاح الدين

"منــــــقول"

Sunday, December 11, 2011

الإنســــان وأوجـــه الحــق


الإنســــان وأوجـــه الحــق

بقلم/ محمد صلاح الدين



1- الوجه التعبدي للحق :

من دعاء المصطفى صل الله عليه وسلم : اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.. فإذا رأيت نفسك تتبع الحق فحمد الله وأعلم أنه قد اصطفاك وأكرمك على من سواك.

 اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، فأصعب شيء أن ترى الحق ولا تستطيع نصرته وترى الباطل ولا تستطيع صده.


2- وجه الشجاعة في الحق :

بعضنا يعتقد أن امتلاك الشجاعة يكفي لنصرة الحق، ولكن الحقيقة أنها لاتكفي وإلا فأعلموني كيف ننصر شعباً مظلوماً مقهوراً يذبح ليل نهار في سورية.

إن امتلاك الشجاعة في العافية ليست كالشجاعة وقت المحن ولا شجاعة أقوى من أن ترى قاتلك متأهب لقتلك وتقف أمامه لتنادي بأعلى صوتك حرية،حرية،حرية.

أحياناً تكون للحق غضبة لا تنفس إلابالقوة ولكن أليست القوة أن تمتلك زمام نفسك عند الغضب وأي قوة من طفل يخرج مع أخيه ينادي.. الموت ولا المذلة ثم يموت هو وأخيه ولا يعود إلى يوم القيامة.


3- وجه الأخذ والعطاء في الحق :

من وجوه الحق وجهان .. وجه الأخذ .. ووجه العطاء. وأجمل ما يتجليان في فريضة الزكاة فالمتزكي يقدمها بحق والفقير يأخذها بحق ولا فضل لهذا على ذلك.

4- وجه القانون في الحق :

 قانون الحــق : غرس عند الصغر+ تعلم ومعايشه عند الكبر+ ممارسة في الشباب + معرفة ونشرعند الكهوله + توريث للأحفاد عند الشيخوخة = وفي الأخير نهاية سعيد بإذن الله.

 اللهم ألهمنا قول الحق .. وعيش الحق .. والموت على الحق.. والبعث على الحق.. ياحـــق.

منوعات إيمانية تحفيزية

منوعات إيمانية تحفيزية
بقلم / محمد صلاح الدين 
البكاء سمة الشرفاء



يقول النبي صل الله عليه وسلم .. عينان لاتمسهما النار منهما .. عين بكت من خشة الله.

ويقول تشارلز ديكنز .. لا يجب أن نخجل من دموعنا أبداً.

ويقول اليبانيون .. البكاء سمة الشرفاء... إذاً فبكاء الرجل ليس عيباً أو انتقاصاً من رجولته كما ينظر بعض الرجال اليوم ، بل هو دلالة واضحة على مدى الرحمة والإنسانية والعاطفة التي يتمتع بها قلب هذا الرجل... للهم ارزقنا البكاء من خشيتك في الغيب والشهادة يارب العالمين.
القوة بالأذكار


يقول بن تيمية من واظب على هذا الذكر عند النوم لم يصبه إعياء أثناء العمل ( فمن قال .. الله أكبر(٣٤مرة) سبحان الله(٣٣مرة) الحمدلله(٣٣مرة ). مصداقاً لحديث النبي لفاطمة رضي الله عنها عندما طلبت الخادم فأوصاها صل الله عليه وسلم بهذا الذكر وقال لها ولعلي كرم الله وجهه هذا خير لكما من خادم.
في صحيح البخاري, عَنْ عَلِيٍّ:

((أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْ...هِمَا السَّلَام, أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, تَشْكُو إِلَيْهِ مَا


 تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنْ الرَّحَى, وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَقِيقٌ, فَلَمْ تُصَادِفْهُ, فَذَكَرَتْ ذَلِكَ

لِعَائِشَةَ, فَلَمَّا جَاءَ, أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ, قَالَ: فَجَاءَنَا, وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا, فَذَهَبْنَا

نَقُومُ, فَقَالَ: عَلَى مَكَانِكُمَا, فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا, حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ

عَلَى بَطْنِي, فَقَالَ: أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا, إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا, أَوْ

أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا؟ فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ, وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ, وَكَبِّرَا أَرْبَعًا

وَثَلَاثِينَ, فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ))

وفي رواية أحمد: (( فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا تَرَكْتُهَا بَعْدَمَا سَمِعْتُهَا مِنْ

النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ رَجُلٌ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ: وَلَا لَيْلَةَ

صِفِّينَ؟)).

يقول ابن القيم ( إن غرف الجنة تبنى بالذكر..فإذا أمسك الذاكر عن الذكر..أمسكت الملائكة عن البناء)..سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "

 
الصبر والثقة
قال ابن أبي طالب رضي الله عنه حلاوة الظفر تمحو مرارة الصبر، فاللهم أرنا ظفر الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا وسورية واليمن يارب العالمين.

يقول عمر المختار من كافأ الناس بالمكر كافأوه بالغدر فهل يتحقق ذلك من رموز نظام البعث بعائلة الأسد للحافظ على أنفسهم قبل أن يسقط نظام العائلة،،، والعكس من كافأ الناس بالثقة كافأوه بالأمان .. اللهم اجعلنا كذلك يارب العالمين

Tuesday, November 15, 2011

سببين رئيسيين لعدم حل المشكلات والمنازعات الوظيفية في المنظمة

سببين رئيسيين لعدم حل المشكلات
 والمنازعات الوظيفية في المنظمة

بقلم/ محمد صلاح الدين





سببين رئيسيين لعدم حل المشاكل والمنازعات الوظيفية في المنظمة..

الأول هو : ضعف الثقة.
والثاني هو : سوء الظن

...
يترتب عليهما الاتهام في النوايا وشك كل طرف في الأخر .
والحل هو :

إذا ظننت فلا تشك وإذا شككت فلا تحقق وإذا حققت فلا تبغي وكن للصفح والعفو أقرب من الإساءة والإنتقام.
- حاول أن تجعل كل طرف يقدم الآخرما يعزز مصداقيته ويؤكد حسن ظنه وسلامة سريرته تجاه الطرف الأخر ، وعندها ستجد أنك قد اقتربت لأكثر من 50 % من حل المشكلة ما لم يكن أكثر.



- حاول أن تطلب من الطرفان : حسن الطلب وحسن الأداء مع وضع معايير واضحة توضح حسن الطلب والأداء وفق المفهوم المهني والمؤسسي في إطار الألية والإجراءات المهنية بينهما...


وأعلم : أن كل هذا لا ينبغي أن يضيع معه العدل برد المظالم وأداء الحقوق والاعتذار للناس بل وحتى التعزير كأسلوب وقائي لضمان عدم التكرار وحماية المنظمة والمجتمع.

Sunday, October 30, 2011

الحياة بمنهج إقـــرأ

    
الحياة بمنهج إقـــرأ
إن أول ما نزل من القرآن هو أمره سبحانه وتعالى ( إقرأ)، وبالتفكر في الحكمة من بدء نزول الوحي الكريم بهذا الأمر لوجدنا أن القراءة تعني المعرفة والعلم بما يجهله الإنسان عن نفسه ومجتمعه وبيئته وأرضه وسماءه والكون بأسره، ولكن هذه المعرفة العلمية ليست هدفاً في ذاتها ولكنها وسيلة ناجعة للوصول إلى الحقيقة بالإيمان والإعتقاد (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فاطر28. 
        إذاً فإقرأ أمر مباشر بالقراءة ولكنه له العديد من الدلالات الرمزية مما يفسر مدى الإهتمام بجوامع العلوم في كل مناحي الحياة الدينية الدنياوية، فالدينية تعرفنا على الخالق وطرق الوصول إليه، والدنيوية التي تضمن لنا استمرار حركة التطور الإنساني بتوجيه المسملين لقيادة التطور الإنساني كما كانوا إبان عصور الظلام في أوروبا، حتى نتخلص من عصر التبعية الشاملة التي جعلت منا مُستهلكين للثقافة والحضارة قبل الغذاء والدواء وما بينهما من التكنولوجيا مروراً بالفنون والإعلام.
        ومن الغريب أن يلفت القرآن الكريم نظرنا لأنفسنا فيقول ( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) ٢١ الذاريات، فلا نتحرك رغم أن الأمة كلها تتلوا هذه الأية في صلواتها على مدار العام و تختم القرأن في رمضان لعدة تلاوات ثم نجد أن جُل الأبحاث المُتعلقة بالإنسان خلقاً وسلوكاً تأتي لنا من الغرب.
ولكن سرعان ما يذهب الإستغراب عندما نتذكر قوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ  أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) ٥٣فصلت.
إذاً فالآيات تنبئنا بأن الناس قد إنقسموا إلى قسمين، قسم آمن " بإقرأ " عقيدة وعبادة ولم يعمل بها كمنهج للحياة فهو يتعبد بتلاوتها في الصلاة وقسم آخر يتخذها نبراساً في المعامل ومراكز الأبحاث لإكتشاف حقيقة الكون وتاريخ الإنسان ومستقبلها بهدف الوصول لنتائج تساعد في تطور الإنسانية، واللافت هو أن كلا الصنفين لم يحالفهما الحظ في تحقيق مراد الله تعالى الذي يمزج بين العلم والإيمان.
 فمن يصوم وهو " غير مؤمن به عقيدة " لعلمه بأن الصيام يهدئ من حركة الأمعاء ويجدد نشاطها ويقلل من الإصابة بقرح الأمعاء، ومن يؤدي حركات الصلاة لتلافي خشونة الركبة والمحافظة على سلامة العمود الفقري " وفق أبحاث أمريكية وفرنسية شخصت الفوائد الصحية للصلاة " قد أخطئ مراد الله ومن يصلي ويصوم وهو مؤمن دون أن يلتزم بمنهج البحث العلمي لاكتشاف الحكم العظيمة وراء هذه الأوامر والتوجيهات الربانية التي مُلئ بها القرأن الكريم.  
إن الآمر جلّ وعلا أنزل (إقـــرأ) حجة للناس أو عليهم، ليحضّهم على القراءة والعلم، ولكننا كمسلمين مُطالَبين بالإيمان قبل القراءة وبمعرفة صفات الآمر سبحانه وتعالى، وإلا لما نفع العلم مع الكفر ولما نفع الإيمان مع الجهل، فالمؤمن الجاهل قد يخرجه جهله من إيمانه كما يفعل بعض من يدعون من دون الله حول الأضرحة والمقابر أو بعض ممن غضب الله عليهم أو ممن ضلوا السبيل، لذا أكد الآمر سبحانه على العلم المقرون بالعمل في قوله (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّـهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) محمد 19، ومن المعلوم أن من مقتضيات العلم بلا إله إلا الله  أن نزعن بالإيمان لهذا الإله العظيم ونتعرف على أسمائه وصفاته، وأن نحيا وفق منهجه ونعمل بشريعته التي ارتضاها لنا (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة 3، وهذا الرضا الإلهي عن الدين يجب أن يصاحبه رضا من العبد، وهذا الرضا ليس ليس قولاً باللسان " رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً فحسب " أو هياماً بالوجدان، بل هو استقباح للمعاصي وبعداً عن الشهوات وامتثالاً للأوامر ورضاً بالقضاء دون جزع، ولعلّ من المفارقات أننا قد نرى في ذات الوقت بعض ممن هم من غير المسلمين لا يقعون في المعاصي والشهوات ترفعاً عنها وإستعلائاً لأنفسهم عن الدنايا، فهو لا يشرب الخمر ليحفظ عقله، ولا يقع في الزنا ليحفظ عرضه ونسبه، وإذا أصيب بمرض أو ابتلاء تجده لا يئن ولا يشتكي بل يظهر من قوة الروح الشيء العجيب، إذا فما الفارق بين المسلم وغير المُسلم ؟
إن الفارق هو (وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا )١٠٤ النساء، فالمسلم الذي يجاهد نفسه في سبيل الله تحقيقاً لقوله (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) 69 العنكبوت، هو الذي يحصل على الهداية الربانية بأن تُفتّح له سبل الخير والرشاد بحيث تقوده من خير لخير، ومن حسن لأحسن، نتيجة لصبره على الطاعة ومثابرته على ممارسة الإيمان وحرمانه لنفسه عن الهوى والشهوات (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ٤٠فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) ٤١ النازعات، هذا الصنف من الناس هو الصنف المرشح لزيادة الهداية واستقبال التقوى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) محمد ١٧،  ثم يستمر في توجيههم بإرسال الرسائل الواقية ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا  إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)٦ فاطر، لمُساعدة الإنسان على الثبات في الدنيا والآخرة (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَ  وَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ ) ٢٧إبراهيم، وليس الثبات فقط هو الفائدة الإنسانية الوحيدة المرجوة للإنسان المؤمن من المُجاهدة، ولكنه يحظى بقيمة من أهم القيم الإنسانية وهي الأمن النفسي (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) ٨٢ الأنعام، إذاً فالأمن النفسي والهداية هما ثمرتان من ثمرات الإيمان بالله ومُجاهدة النفس عن الهوى.
      وبعد فلولا قيمة " إقـــرأ " لما علمنا عن ديننا، ولما تعرفنا على ربنا الذي أرشدنا إلى أقرب الطرق للوصول إليه (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) 60 غافر، والذي يدرك ضعفنا وما جبلت عليه نفوسنا فيبعث فينا الأمل بقوله ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ ثم يترك لنا باب الرجعة مفتوح فينادينا ( وأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ ثم يؤكد سبحانه على أفضلية المنهج والرسالة الخاتمة عن غيرها من الرسالات فيدعونا ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ وبلطفه ورحمته يحذرنا فيقول ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ الزمر.     
       إن " إقــــرأ " منهج للنجاح الإنساني في الدنيا و الآخرة، فالإنسان الذي يقطع كل أشواط المُجاهدة ليتحمل تبعات العيش في سبيل الله بحرمان نفسه من الشهوات والإبتعاد بها عن الأهواء في ظل عالم يموج بفتن كالجبال يكاد يهوي فيها غرقاً في كل لحظة من لحظاتها، الأمر الذي جعل شيخنا الغزالي رحمه الله يقول بأن  ( العيش في سبيل الله أصعب بكثير من الموت في سبيله ) ليس تقليلاً من شأن الجهاد وإنما استصعاباً لأمانة الله التي نأت عن حملها الأرض والجبال وحملها الإنسان بظلمه وجهله ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) ٧٢ الأحزاب، إذا فالصعوبة التي ذكرها الغزالي قد أتت من إدراكه لحجم الأمانة وقيمة الرسالة للإنسانية، فالحياة مع الأمانة وبالأمانة أصعب بكثير من الموت في سبيلها، ولكن يتعين على الإنسان في طريقه إلى الله أن يكتسب اللياقة الإيمانية التي يحتاج إليها الإنسان لضمان استمرار الحضارة الإنسانية على الأرض .